الرياض، 21 فبراير 2024م: نستذكر في يوم التأسيس ماضياً أصيلاً، مضيئاً لسيرة هذا الوطن العظيم، سيرة اضاء خطاها همة، وعزيمة، ورؤية المؤسس، وكل ملك وجيل من بعده، رحمه الله. ذلك اليوم وكل يومٍ تلاه، ثلاثمائة عام مضيئة بالبناء والعطاء، والكفاح والنجاح، والعقيدة والعمل، على مدى الدهر، من ملكٍ أمين الى ملكٍ أمين، من جيلٍ مخلص الى أخر مخلص، هكذا وعبر السنين والعقود والقرون، حتى بلغنا يومنا هذا، بناءٌ من فوقه بناء، عزيمةً من بعدها عزيمة، حكمةٌ تبنى عليها الحكم. لم نقف عند زمان، ولا عند حدث، محطات التحديات وان كثرت، بمنة من الله له الشكر، نقلب ظلامها الى نهار، ونحقق أمالانا بإنجازاتنا كما كان أجدادنا المؤسسين. لم تضعفنا الازمات العظام، ولم تتمكن منا نوايا الطامعين، ولم يشق وحدتنا الماكرين، هكذا السعودية ملكاً وشعباً، من علوٍ الى علو، من رُقيٍ الى رُقي، همةً لم يوهنها أحد، لم ينل منها أحد. مملكتنا، جوهرة غالية تستحق ارواحنا ودمائنا وعلمنا وعملنا.
اليوم، وكما كان يوم التأسيس، نستحضر حاضراً مشرقاً ومسيرةً قادمة متجددة، يفخر بها الشعب السعودي كما هو دائماً أبياً شامخاً بحبه العظيم، واخلاصه المتناهي لمليكه وولي عهده حفظهما الله. اليوم، نقوم بما قام به اسلافنا بالمحافظة على مسيرة التلاحم الكبير بين وطن ومواطن وقائد، قصة وفاء رواها أولنا ورددها حاضرنا، من الامام محمد بن سعود رحمه الله الى الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، قصة سمعتها السماء ولمستها الأرض وشهدتها النجوم، قصة ينتظرها أجيالاً قادمة لتكون جزءً منها وتفتخر بها كما نحن فخورن اليوم بماضينا وحاضرنا ومستقبلنا. رؤى تتلوها رؤى، هناك كانت رؤية التأسيس وهنا، اليوم، رؤية 2030 التي نعتز بها ونعمل بضوءها، تحت قيادة عرابها ورائدها سيدي الأمير محمد بن سلمان حفظة الله، لترسيخ وتطوير مكانتا بين الدول كقائدة في المعرفة والابتكار، في الإنتاج والعطاء، في السلم والسلام، تثمن البيئة وحياة الانسان في كل مكان.
حفظ الله مملكتنا وملكنا وولي عهده، وحفظ الله كل سعودي وسعودية بذلوا أنفسهم للعلم والعمل للرقي الى معالي المكارم بين أمم الأرض وشعوبها. دولة اسلام لخلق السلام، مبادئها عادلة وغاياتها سامية، وأخلاقها عالية، كل هذا اختزل في شخصية الانسان السعودي – قائداً ومواطناً – التي وصفها بيت شعر للشاعر الخزاعي:
نَفسِي تُنافِسُني فِي كُلِّ مَكرُمَةٍ
إِلَى المَعَالِي وَ لَو خَالَفتُها أَبَتِ